الأربعاء، 11 فبراير 2015

الامومة ووجع القلب





عن الأمومة أتحدث، مبدئياً انا لا اكره الأطفال، كيف يكره إنسان هذه المخلوقات الضئيلة التى لا حول لها ولاقوة، ولكن عدم كراهيتي لهم لاتعني إني أراهم طوال الوقت المخلوقات الملائكية وأتغني فى جمالهم طوال النهار والليل، فى رحلتي الأخيرة كان معنا فى الحافلة طفلين فى عمر الشهور يبكيان ويصرخان طوال الوقت، فى السابق كان من الممكن أن أتعاطف مع الطفلان، ولكن الأن جل ما أفكر به هو الأمهات، المحرجات بسبب صراخ أطفالهم، مع الإحساس بعد القدرة على فعل شئ لإسكاتهم، هذا الوضع البائس جربته من قبل.
لذلك أستغرب من الأخرين الذى يجلسون ويضعون ساق على ساق، ثم يحدثوني عن إنجاب طفل أخر، وأريد أن أصرخ بهم" هل ستقوم حضرتك بالأستيقاظ طوال الليل لترضعه أو تسكته أو فقط لأنه مستيقظ ؟" "هل ستقتطع من وقتك وحياتك وتعطي للطفل الجديد؟"
والنقطة الأخيرة هى أكثر المبررات التى من الممكن أن اقولها وتثير إستغراب هؤلاء المتطفلين، فوجود حياة خاصة لي بعيداً عن أولادي وزوجي وبيتي مفهوم غريب على المجتمع، الذي قد يتقبل على سبيل المثال أن تعمل المرأة، ولكن يجب ن تعمل لأنها بحاجة إلى المال مع محاولات دائمة منها للتهرب منه للعودة لمنزلها، ولكن أن تعمل لأنها تحب الوظيفة ذاتها، أو نجاحها فيه يهمها، هذا شئ مستغرب، ألا يكفيها نجاحها فى بيتها!!
لو كانت الأنانية هى الإجابة التى تريحكم، إذاً نعم أنا إنسانة أنانية أحب أن أكون سعيدة، حياتي كما هى الان تكفيني، لا أستطيع أن أتحمل عبء طفل أخر، وأى أم تقول أن الأطفال ليسوا عبء تخفي الحقيقة عن نفسها، لا أتكلم من الناحية المادية فقط، ولكن كذلك من الناحية النفسية، وجود طفل يعني جزء من روحي اراه أمامي يتحرك، أعطيه من المحبة والقلق والخوف الكثير جداً، فكيف وأنا فى أوقات أشعر إني  أكاد أجن من القلق ولا أستطيع التنزه بدون التفكير فى الاف الأشياء التى يجب أن أحتاط لها، أسعي لأن أجلب طفل أخر؟ .
أما عن يومي الملئ بالمسئوليات كما هو الان، كيف أجد المزيد من الوقت الذى أكرسه لطفل ثان؟ كل هذا وأنا لم أتكلم عن الناحية المادية، والمصاريف الدراسية الخرافية لأى مدرسة معقولة تسمح بتعليم إبنتي مع إعطائها بعض من المعاملة الأدمية .
أما من يقول لي الطفل يأتي برزقه، فأقول له نعم يأتي برزقه، ولكن هناك فارق كبير بين التوكل على الله والتواكل، لقد أمرنا الله بأعداد العدة قبل إتخاذ القرار، فإن كنت أعاني وأنا عندي طفلة وحيدة سواء من الناحية النفسية أو المادية ما المنطق فى جلب طفل أخر للحياة لأضاعف المعاناة! ثم أجلس وأنتظر أن يرزقني الله !
وماذا عن حق هؤلاء الأطفال فى حياة لا أقول كريمة لكن معقولة، وأبوين يستطيعا تفريغ بعض الوقت لهم، هل من المنطقي أن أجلب طفل للعالم وأنا لا أستطيع أن أعتني بها بما فيه الكفاية لأني مشغولة عنه بالعمل حتى أستطيع أن أربيه !
أشعر أن المنطق بات معكوس، وإنجاب الأطفال بالنسبة للبعض أصبح نوع من السبق أو تعبير عن النجاح وليس أكبر مسئولية من الممكن أن يتحملها إنسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق