السبت، 30 مايو 2015

عن الأيام المحبطة اللي مش عايزة تعدي على خير



في أيام كده بتصحي الصبح عارف ان اليوم ده محبط، ارهاق أسبوع ورا أسبوع، ومافيش راحة فعلية، حياة مختلفة عن الروتين اللى اتعودت عليه، وانا كعلياء من اكتر محبي الاستقرار والروتين في حياتي الخاصة بالذات، أحب اصحى الصبح أكون عارفة هاعمل ايه بقية اليوم.
والانقح اني تقريبا منمتش ساعتين، والمفترض اني اكمل يومي، بما فيه من شغل، تنضيف البيت، عمل اكل خفيف، وطبعا رعاية الكونتيسة لولو، اللي نامت في سكة السفر، وبالتالي مافيش نوم في عنيها ومش ناوية تسيبني انام قريب.
المفترض اني بشتغل في الطريق، لكن للأسف نسيت اشحن اللاب توب، عشان كده الشغل مخلصش، لكن ونستني باقي الطريق البنوتة الحلوة ريهام سعيد وكتابها "البنت اللى مليانة ديفوهات"، ودخلت البيت وعندي سنة تفاءل والكثير جدا من الصداع، وبعد ما خلصت الشغل الباقي في عشر دقائق، وخلصت الكتاب، وشفت فيلم حلو اوي، بدأت ابوس ايد لولو تسيبني انام عشان اصحى انضف، وبدأت المأساة الاغريقية في اقناع لولو بالنوم، واللي انتهت بالفشل.
اتلخبط يومي وكرهته اكتر، صداع شنيع، حاجات مبتخلصش عايزة تتعمل ومش قادرة اعملها، قرار مهم بخصوص دراسة لولو مش عارفة اخده، ومعنديش حتى معلومات كافية عشان اخده، احباط ايفري وير.
وفي الاخر وبعد ما اليوم اضرب مفك في عينه، لولو نامت وانا كمان نمت، وصحيت مرهقة ومصدعة رغم اني حلمت أحلام جميلة تنفع تتكتب قصص (أنا عايزة أأجر حد بيعرف يكتب قصص احكيله احلامي ويحولها لروايات).
كان المفترض ان اكمل تنظيف البيت، واعمل اكل خفيف، لكن كل أنواع الاكل الخفيف السريع ماليش نفس ليها، ماهو ميبقاش احباط وصداع واكل مالوش لازمة، عشان كده قررت اني اخلى محمد ينام وأجل الغداء ساعتين أكون نضفت المطبخ وعملت المكرونة بالبشاميل بوصفة مامتي الحلوة.
وانا بطبخ وبنضف في نفس الوقت، الكهرباء قررت تعمل معايا الدنيئة، وتقطع وتروح وترجع، ولولو بتزن، لكن قررت ان المكرونة ديه لازم تتعمل بمزاج وتبقى حلوة، فلأول مرة فتحت قزاز المطبخ والشيش، وقفلت السلك بس، واستمتعت بنسمة هوا حلوة ومرطبة، بعكس البيت الخانق، واللي لما بيضلم بيكون حر اكتر.
وأخدت القرار التاني في يومي، انا هاسيب البشاميل يبرد قبل ما أضيف البيض، واطلع في الهواء الطلق اكتب، أسبوعين في المكان الجديد، ومخرجتش بره حدود الشقة غير اربع مرات بالضبط انزل من العربية ادخل او اخرج من البيت ادخل العربية، وسألت نفسي ليه قررت أني مستمتعش بحاجات اتمنيتها وقت طويل؟
هل أنا خايفة انبسط فعلا؟ ونكدية بجد؟ ولا الإحباط الكتير مبقاش سايب مكان لأي سعادة، ولا خوف من السعادة لا تيجي وتروح زي كل حاجة تانية في الدنيا، فبلاش منها احسن.
المهم انا كتبت فعلا بره، وهادخل اكمل المكرونة الباشميل قبل هجوم الناموس بعد المغرب، يارب تطلع المكرونة حلوة واليوم يعدي على خير.

السبت، 23 مايو 2015

بيتي حيث تسود رائحتي



خلال دروس اللغة الإنجليزية، حاول ابي ان يوضح لي الفارق في المعنى بين كلمة House  أي منزل، و   Home  بمعنى بيت، فقال لي ان المنزل هو المبنى بجدرانه واسقفه وابوابه، بينما البيت هو المكان الذي يسكن فيه شخص بعينه فيسميه بيتي.
وعندما دخلت المنزل الجديد، حاولت ان اطبعه بطابعي مثلما تفعل أي امرأة أخرى محلي، تضفي بعض من ذوقها على المكان، تزينه او حتى تضيف بعض من الفوضى الخاصة بها.
ورغم إني بالفعل قمت بذلك إلى أن كنت لا أشعر إني في بيتي، حتى انتبهت أن ما يثير في الشعور بالاستغراب هو الرائحة، فليست هذه الرائحة المعتادة عليها، وعلى الرغم إني لا استخدم معطرات الجو او حتى البخور لحساسية صدري، إلا أن لمنزلي رائحة مميزة اعتدت عليها واشعر معها بالأمان.
فقمت اليوم باستخدام خلطات منتجات التنظيف التي اعتدت عليها بكثرة، غلفت المنزل بعطر النظافة الذي اعشقه، ثم حممت ابنتي بالشامبو والبلسم، ثم انهيت تزين البيت برائحتي، بالطبخ دون استخدام جهاز شفط الهواء، لأترك رائحة طعامي في المكان تشعرني بالألفة، وسأختم حفل تعميد بيتي بكعكة فانيليا في الفرن، لتنشر دفء العائلة في ارجاء المكان.
هنا فقط بدأت أشعر إني في بيتي الخاص، فالبيت هو المكان الذي تسوده روائحي المحببة ليس فقط جدران او اثاث يخصني.

الثلاثاء، 19 مايو 2015

غربة

يعلم المقربون إني أعيش الان تغيير كبير في حياتي، ويمكن اعتباره جذري كذلك والعديد من الأشياء تعتمد عليه.
وعلى عكس ما توقعت وما يتوقع الكثيرون، لم اشعر بهذا التغيير بتاتاً، كما لو أن الحياة تسير كما هي، أكمل حياتي من نفس المكان الذي تركته، وقد تكرر هذا الشعور لدي من قبل، في الفترة التي سبقت زواجي عشت قلق كبير من التغيير المهول الذي سيحدث في حياتي، وايضاً عكس المتوقع استيقظت اليوم التالي لزواجي بدون أي إحساس بالغربة، كما لو إني أعيش في هذا المنزل وبجوار هذا الشخص كل أيام عمري.
إذا ما عن شعور الغربة الذي يتحدث عنه الاخرون؟ ولماذا لم اشعر به؟ هل القلق السابق لهذه الاحداث والذي يستنزف روحي، يجعل ما يحدث بعد ذلك هين وسهل، فقد تصورت الأسوأ على الاطلاق فلم تعد الاحداث العادية تعنيني.
او ربما شعور الغربة الذي تعودت عليه سنين طوال، قد اعطاني الحصانة، فلم تعد تؤثر بي بعد الان، وأصبحت املك توازن داخلي يجعلني أستطيع ان أقف بثبات مهما تحركت الأرض تحت قدمي.
على الرغم من امتناني لهذا الشيء الذي جنبي شعور الوحشة المكروه، لكن ايضاً اخافه، لا يوجد من يحب ان يصبح اصص زهور يمكن ان ينتقل ويعيش في أي مكان، كنت اتمني ان اصنع جذور لي، اخشي عليها من الانتقال لمكان لأخر.