الأحد، 22 فبراير 2015

حدوتي





من كام سنة، مش فاكرة إمتى بالتحديد، بس المؤكد لما كنت فى ثانوي، كتبت موضوع تعبير عن الأم والأمومة، وأهمية الأم فى حياة الطفل، المهم أن مدرس العربي "أستاذ حسين" الله يرحمه قراه ونادى بابا وخده على جنب عشان مسمعش وقعد يقنعه إني تقريبا عندي مشكلة إفتقادي لحنان الأم، مش عارفه ليه مجاش فى بال حد فيهم، أنا بعرف أكتب حلو مش الموضوع إفتقادي لحاجة معينة، وعدا الموضوع واتنسى .
فى الحقيقة أنا كنت بكتب أغلب سنين عمرى، قليل أوى لما توقفت عن الكتابة، حتى وأنا طفلة كان ليا كشاكيل وأجندات ومشاريع كتير بنساها وبحبط منها بعد فترة، ولكن بابا وماما محدش خد باله من الموضوع ده، مش عارفه ليه لغاية دلوقت، أعتقد مثلا لو لولو عملت كده أنا هاتسأل على الأقل هي بتكتب إيه؟ وبتكتب ليه ؟
ورغم أن بابا هو اللى علمني القراية بدري وكان بيجبلي الكتب والمجلات وتقريبا كنت رايحه المدرسة بعرف أقرا، إلا إنه فى وقت من الأوقات كان بيكره القراية بسبب إني مش بذاكر وبقرا بدل ما أذاكر وكان بيصرح بده على طول، والكلام ده كان بيزعلني، إزاي يكره حاجة بحبها عشان المذاكره إلى أنا مش بحبها، ماهو لو كل المواد حلوة زي الرياضة والإنجليزي والبلاغة كنت ذاكرتها، ولغاية دلوقت مقتنعة أن العيب مش فيا، في المواد اللى مخترتهاش ومافيهاش أي عامل تشويق تخلي حد يسيب رواية ويقراها .
وعدت سنين تانيه، وكانت أمنية حياتي إني أدخل أكاديمية أخبار اليوم للصحافة، بجمع أخبارها وصورها زي اللى بيجمعوا صور الممثلين والمغنين، ورغم كده لما جبت نتيجة فى الثانوية العامة متأهلنيش لأني أدخل كلية الهندسة، اللى فعلاً مكانتش فى بالي، أصر بابا وجدي على دخولي كلية التجارة لإنها أسهل فى الشغل !!
رغم إن أول رد عليه لما سألني عايزة تتدخلي إيه لما جبنا ورق التنسيق كان أداب، قسم إعلام أو إنجليزي، ولكن كان فى ردود وضغوط، وأنا عملت اللى هم عايزينه، مش عارفه ليه، يمكن عشان خوفوني من المستقبل؟ أو عشان كنت حاسه إني فاشلة في عنيهم وعايزه أعمل اللى يشيل النظرة ديه ؟ أو يمكن عشان أقابل محمد فى يوم من الأيام .
ودخلت كلية لا تمت ليا بصلة تماماً، ونجحت وجبت تقدير، لأ وعملت دراسات عليا كمان، بس على الأقل أنا عارفة أنا عملت دراسات عليا ليه، وقابلت محمد وأشتغلت وعرفت معنى الفلوس الللى بكسبها بتعبي أنا وأقدر أعمل بيها اللي أنا عايزاه، أتجوزت وخلفت، ولكن فضل ليا هاجس إن في حاجة لازم أعملها ومعملتهاش لسه .
وبدأ الكلام على إني هارجع الشغل إمتى؟ وهشتغل تاني فين ؟ فى الحقيقة الشغل تاني فى مجالي كان مصدر رعب، إيه اللي يخليني أسيب بيتي الدافي وأروح مكان تاني أعمل فيه حاجة مبحبهاش، حتى لو الفلوس أنا مش عايزاها مقابل إني أكون تعيسة وكنت بتهرب من السؤال .
وبعدين بدأت أكتب، وبدأت أكتب فى مكان زي نون بيدي مقابل مادي، صحيح مش المقابل المادي اللي هو، بس بالنسبة لي ديه أول فلوس جبتها من حاجة عملتها بمنتهى الحب والإقتناع .
وأول مرة قبضت من نون، كان فى رحلة للكتاب، وكان المبلغ عن 3 شهور عمل أقل من مرتبي فى أول شهر ليا فى الشغل من 6 سنين، ولكن كنت حاسه إني أطول، كأني فردت كتافي ورفعت رأسي وبقيت أطول  والأرض تتهز تحت رجليا، وعرفت إني حتى لو كانت المقابل المادي مش اللى هو بس أنا بعمل حاجة بحبها وبفخر إني أقول إني بعملها .
وأي حد يقرا الكلام ده هايقول عليا مجنونة وعاطفية، بس مش عايزه أقنعه برأي كفاية إنه يدعي لي بدوام النعمة ديه حتى لو هو شايف إنها نقمة .

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

بدايات





أعشق البدايات، وعلى الأخص بدايات قصص الحب، الشغف بالتفاصيل، القلق، التوتر، التفكير فى كل كلمة مرة وإثنان وثلاثة، محاسبة النفس على كل حركة وهمسة ، التسائل دوماً ،هل فعلت ما أظهر مشاعري؟ هل كنت سخيفة وبدوت غير مهتمة؟
عندما يكون الحديث مشفر ولا يفهمه إلا الإثنان فقط ويدعي كل منهم العكس، أعتقد ان هذه الفترة من أمتع مراحل الحب.
لماذا أتكلم عن هذا الموضوع، لأن الجو كئيب، وعيد الحب كان منذ أيام قليلة، لأني حلمت مرة أخري ببداية قصتي انا وزوجي ، ورغم أن الحب لازال يظللنا الحمد لله إلا إنه أتخذ أشكال مختلفة تماماً عن هذه البدايات التى أمتن إليها كثيراً، لأنها تجلب لي أطنان من البهجة عندما تزورني فى الأحلام، واحزن لأني لم أستمتع بتلك الفترة كما كان يجب، بل تركت القلق والأفكار تغمرني فى بعض الأحيان، أما من يعيش هذه المرحلة الان فأدعوه ان يحتفظ بكل تفاصيلها سيئها وجيدها فستدفأ أيامه فى المستقبل .

الاثنين، 16 فبراير 2015

اعتزلت الحياة





العالم مكان قمئ لا يصلح للعيش به، لن أتكلم هنا عن حال البلد أو الوطن العربي، أتكلم الكرة الأرضية بأكملها، ليس عن الأمور السياسية أو الحروب، بل عن أساليب التفكير التى تسود العالم، سهولة الغش والخداع وإعتبارها إحد المسلمات حتى تاهت الحقيقة وسط الكذب المتواصل، عن إعتبار الدم والموت شئ مبرر لو كان يقع لأشخاص ضدنا فى المبادئ او فى الأفكار أو فى المصالح.
عن الإزدواجية والقسوة، عن التحرش والإغتصاب وختان الفتيات، عن الزواج المبكر وضرب السيدات من أزواجهن، كل هذه المشاكل ليست عربية على الأخص، لن أقول لك تابع الأخبار الأجنبية بل تابع الأفلام التى تعرض منها صور من المجتمع، لتتأكد أن العالم بأكمله يعيش بنفس المعايير الخاطئة، إلا من رحم ربي .
لذلك عندما أعزل نفسي بين كتبي وأفلامي وجدران منزلي ومجموعة أصدقاء على الفيسبوك نتشارك الأفكار نفسها لا أرتكب شيئ خاطئ، أنا أحمي ذاتي من كم القرف المحيط بي من كل الأنحاء، أرحم عقلي من الدخول فى دوامات الإكتئاب والإشمئزاز، هذا عالم لايصلح للعيش لذلك أصنع لنفسي عالم بديل لا أدخل أحد فيه إلا بشروطي .