الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

أحكيلي حدوتة



ميغركوش العنوان، اللى عايزة الحدوتة مش لمى بنتي دي أنا!
لما بقعد جنب جوزي ساعات والهم راكبني ومتضايقة أو خايفة أو قلقانة من حاجة مبطلبش منه زي الستات التانية شيكولاتة ولا حضن انا بطلب يحيكلي حدوتة، صحيح هو أغلب الأوقات مش بيحكي وبيستغرب سؤالي بس أنا فعلا بكون محتاجة حدوتة.
حدوتة مش يعني قصة الشاطر حسن ولا سنووايت وسندريلاً، الحدوتة هي الكلام عن حاجة مختلفة متخصنيش ويمكن كمان متهمنيش، تخلي بالي ينشغل وخيالي يشتغل، أبعد عن الهم والحزن حبتين تلاته، أنسى نفسي.
ولأني وحيدة حبتين اليومين دول ومزاجي مش مظبوط رجعت تاني لبير الحواديت بتاعي، أفلام حلوة، روايات وقصص مسلية، قعدة نميمية نسائية سواء على الهواء أو أون لاين أسمع فيها حكايات ناس معرفهاش ولا يهمني أعرفها بس بتشغل دماغي وتوقف تفكيري.
الحواديت شفا وعلاج للقلوب الحيرانة الخايفة، الفيلم اللى شفته من شوية والله كان حضن كبير، فيها ايه لما يكون الحضن بتاعي يكون معنوي، لما استمتع بهاريسون فورد وديان كيتون وراتشيل ماك ادمز وهم قاعدين متفرغينلي عشان يحكولي لوحدي حدوته، ربنا يديمهم عليا نعمة.
قدروا الحواديت يا جماعة، بلاش تعاملوها بازدراء وتقولوا عليها دي زي المخدرات وهرب من الواقع، فيها إيه لما نهرب من الواقع شوية يعني، عاجبكم اوي الواقع، ما أنا قاعدة في الواقع ليل ونهار، شغل وطبيخ وبيت وبنت، ميزانية عايزة تتظبط ومشاوير لازم تتعمل، فيها حاجة لما اقفل قدام سيل النكد ده الباب شوية واستمتع بالحدوتة!
والنبي اللى يشوفني بعد كده شايلة طاجن ستي ومش طايقة نفسي يحكيلي حدوتة!


الأحد، 7 أغسطس 2016

رسائل إلى لولو: الرسالة الثانية




لوليتي الصغيرة، اليوم كان صعباً ولا زلنا لم نعبر منتصفه بعد، والأمس كان أصعب، لن أحكي لك الأحداث الآن ربما في يوم ما سأقول لكِ ولكن اليوم أود أن أتكلم معك عن واحدة من هواجسي الكثيرة، وهي على رأسها في الوقت الحالي.
كما أني أخاف عليك يا صغيرتي من الأخرين الذين قد يؤذونك أو يكرهونك فأنا ايضاُ أخاف عليكِ ممن يحبونك، في عالمنا الحب يعطي القوة على الإيذاء وحبس الحريات وقتل الروح ربما أكثر من الكراهية ذاتها.
أنا شخصياُ أخاف أن أفعل بكِ ذلك في يوم من الأيام، أخشى من أحبسك في حبي، أجبرك على اتخاذ قرارات معنية فقد لإرضائي، أن أبتز مشاعرك وعواطفك لأجعلك تسلكين مسارات لست مقتنعة بها.
نعم أن أخاف نفسي، أخاف أتغير مع الأيام والضغوط، وأكتب لكِ لتتعلمي منذ الآن الدفاع عن نفسك وهويتك وأفكارك، الحب ليس قيد، وأنت لست مدينة لي لأني أحبك، ولا مدينة لأي شخص لوجوده في حياتك أو وجودك في حياته.
قد ترتبطين برجل في يوم من الأيام يحاصرك بحبه، يجعلك تبتعدين عن حياتك التي ترغبينها بداعي الغيرة والحب والخوف عليكِ، أعرفي أن ذلك الشخص ليس الصحيح لكِ، خبرتي في الحياة علمتني أن أمثال ذلك الشخص هو أضعف من أيكون صنواُ لشخصية قوية مثلك.
أفردي دوماُ أجنحتك وكوني قوية بنفسك، ولا تدعي أحد يبتز مشاعرك، أو تدفعي ثمن القبول من حريتك في اتخاذ قرارتك.
متأكدة إننا سنختلف في العديد من الأيام –منذ الآن وأنت لم تكملين الرابعة نختلف-ولكن خلافتنا ستكون أقوى، وسترغبين في أشياء ربما لن أقتنع بها، ووقتها ستنظرين لي كامرأة متحجرة أرغب في أن أجعلك شبيهة لي، في الحقيقة ربما أكون كذلك، أو أريد أن اجعلك تسلكين طرق مررت بها وتأكدت من كونها آمنة لأجنبك عثراتي الشخصية، لكن ذلك ليس مبرراُ فحتى الوقوع هام لتصبحي ما ستكونين عليه.
عندما أفعل ذلك لا ترتدعي، حبيبتي حتى لو نسيت ذلك في المستقبل ذكريني أن تلك هي حياتك، وكل قرار تتخذينه لن يتحمل معك أحد عواقبه مهما تعاطف مع أخطائك أو أراد دعمك، كوني دوماُ مسئولة عن نفسك، سواء في النجاح أو الفشل.
ولو أصابك الفشل في يوم من الأيام لا تخجلي من الاعتراف به أمامي، فلن أشمت بكِ ابداً حتى لو أخبرتك ألف مرة أن الطريق الصحيح هو الأيمن وأنت قررت أن الأيسر الأفضل لكِ، أنت اكتسبت خبرة ستكون فارقة في مستقبلك، هذا ما يجب أن تفكري به.
وضعي في ذهنك دوماُ إن غالية بذاك ولست مضطرة لدفع مقابل للحب، بل أنا المدينة لكِ بهذا الحب طالما أن من قررت أن اجلبك لهذه الحياة القاسية.
أحبك.




الاثنين، 1 أغسطس 2016

رسائل إلى لولو: الرسالة الأولى





تستغربين لماذا أكتب إليك رسائل وأنت أمامي الآن تلهين وتلعبين؟ أكتبها يا صغيرتي لأن ما سأقوله لن يستوعبه ذهنك الغض البريء في الوقت الحالي، لكن قد تحتاجينه في المستقبل، ولا أضمن وقتها إني سأقوله، ربما سأنساه، أو سأمثل إني نسيته، ربما عندها سأتكبر عن التفسير والتبرير، ربما أظن وقتها ايضاً إنك غير معدة بعد لسماع هذا الحديث.
لذا سأكتب إليك الآن، والكلام لازال طازجاً في ذهني، فالكتابة كما أتمنى أن تعرفين في يوم من الأيام هو الفعل الأسهل بالنسبة لي من بين كل طرق التعبير الأخرى، والأقل ابتذالاً من وجهة نظري.
ماذا سأقول لكِ في رسالتي الأولى والتي لا أتمنى أن تكون الأخيرة؟
اليوم سأخبرك لماذا قررت أن تكوني وحيدة، اتخذت القرار منذ مدة، قلبي وعقلي موافقان عليه، ولكن رأيت أن من حقك أن تعرفين لماذا اتخذته، سواء تفهمتِ مبرراتي وعذرتني أو غضبت ونقمت عليا.
والدك يوافق على عدم إنجاب طفل أخر سواء أخ أو أخت لكِ، ولكن له مبرراته المختلفة، التي تتراوح بين شعوره بالاكتفاء بك، وأن حبه بأكمله موجه لكِ بالكامل، وبين رغبته في إعطائك الأفضل مادياً لديه، وبالطبع عند تقسيم إمكانياتنا المادية على إثنين لن يعطيكِ نفس المستوى الذي نحاول توفيره لكِ الآن، أسباب كثيرة ومعادلات قد تكون صعبة الفهم بالنسبة لكِ.
وعلى الرغم من اقتناعي بالأسباب السابقة لكن تلك ليست أسبابي الخاصة، سأحكي لكِ قصة صغيرة لتفهميني أكثر.
منذ قليل شاهدت على الفيس بوك صورة لطفل رضيع مع تعليق أن يوم ولادة ابنك أو ابنتك هو الأفضل في حياتك.
رغماً عني عدت ليوم مولدك، كان سعيداً بالطبع، لكن عندما أتذكره ليست البهجة هي ما تطرأ على بالي من أول لحظة، بل الخوف والقلق على حياتك قبل الولادة، حيث تعرضتِ يا صغيرتي لوعكة صحية اضطررنا بسببها إلى جلبك إلى العالم مبكراً قليلاً وكانت تلك الساعات من الأصعب في حياتي.
وأتذكر كذلك عندما ذهب الزائرون وأبيكِ إلى المنزل وتركوني وحدي مع جدتك التي نامت على الأريكة وخفضت الإضاءة لعلي أنام من الإرهاق أنا كذلك، تلك الليلة لم يغمض لي جفن، ظللت متيقظة طوال الليل، أراقب أنفاسك، اضع يدي على فمك وأنفك بين الدقيقة والأخرى، أقوم بحركات اكروباتية حتى اضع يدي على قلبك وأشعر بدقاته.
كنت جميلة للغاية وعذبة، نعمة كبيرة خفت أن تزول من بيني يدي، ومن يومها وأنا أعاني من ذات الخوف، حتى بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام من عمرك لازالت استيقظ ليلاً أتحسس صدرك وأطمئن على انتظام أنفاسك.
عندما تنامين لوقت طويل في السيارة يساورني القلق وأحاول الاطمئنان عليك دون أن ينتبه والدك حتى لا يسخر من قلقي الدائم.
مرت أربعة سنوات قلقت وارتعبت خلالها أكثر من عمري السابق بأكمله، كل مرة كنت تصابين فيها بارتفاع بدرجة الحرارة أو التهاب اللوزتين أو سقطت أو خرجت إلى الشارع مع والدك، كانت تطرأ في ذهني أسوأ المخاوف وأبشعها، ولي عذري، فالعالم يا صغيرة قاسي للغاية، ومفاجئ لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيحدث بعد دقائق، وأنت غالية، غالية للغاية.
يقولون الأمومة مش سهلة بس مستاهلة، هي بالفعل مش سهلة، لكن هل هي مستاهلة؟؟
أنت كما قلت نعمة كبيرة، بهجة ونور في حياتي، والسبب الوحيدي الذي يجعلني مبقية عليها في أيام سوداء كثيرة، ولكن في ذات الوقت حبك موجع للغاية.
السبب يا صغيرة الذي يجعلني لا أستطيع أن أنجب طفل أخر أن في قلبي لم يعد متسع للمزيد من الوجع، يكفيني أنت ووالدك، تتسببان في جنوني وقلقي طوال الليل والنهار.
هناك أسباب أخرى مثل عملي ورغبتي في وقت أكثر لي، وأعباء الأمومة، لكن السبب الحقيقي والذي متيقنة منه هو إني لا أريد أن أحب شخص جديد مثلما أحبك، ليس فقط لا أريد، فأنا لا أستطيع أن أتحمل المزيد من الألم الذي أشعر به حالياً.

الأحد، 5 يونيو 2016

الصحبة الحلوة اللي ترد الروح





امبارح كان يوم عظيم في حياتي، تخيلوا يا حضرات أن مجموعة من البنات في العادي ممكن ميقوموش يجيبوا الدوا من على الترابيزة عشان كسلانين، كل واحدة تسيب بيتها ومحافظتها وفي منهم سافروا من أخر الدنيا، عشان يتجمعوا في مدينة غريبة عنهن، عشان يشوفوا صديقة عزيزة عليهم عملت عملية ونفسهم يكونوا جنبها ويبسطوها شوية.
من العريش والفيوم والقاهرة والبحيرة اتجمعنا كلنا في مدينة طنطا اللى كنا فيها أغراب، بس كان يوم لا يوصف.
نرجع بالذكرة شوية عشان احكي للمستقبل حكاية روايات، اللى كان البيت والملاذ لوقت طويل، وعرفت فيه الصحبة الحلوة لأول مرة، وإنك تلاقي أصدقاء من نفس تفكيرك، يتفهموا أفكارك ومشاعرك، في منتدى روايات انا كسبت صداقات بالدنيا.
ثمان سنين بالضبط أعرف أهل روايات، ولاد وبنات، بقوا مع الوقت أصدقاء، وعيلة وصحبة، وأمبارح رجعنا روح اللقاءات الروياتية والمرة دي في طنطا.
حكينا في القطار عن رحلات روايات القديمة، لما كان عند الأعضاء الاستعداد إنهم يسافروا بعيد عن بيوتهم عشان يتجمعوا وينبسطوا، لما زاروا العريش، لما عملوا جولة سياحية لصديق من سوريا يعرفوه على مصر، دول اهل روايات بانطلاقهم وجنانهم الطبيعي.
بدأ اليوم بخطة وشوية تنظيم، ولغاية أخر لحظة مكنتش متخيلة إني هاقدر فعلا أطلع يوم لنفسي  ولوحدي ويكون جميل للدرجة  دي.
أنا صغرت امبارح عشر سنين تقريبا، كنت بتنطط واضحك ولا بنات الجامعة، مع إني في الجامعة شخصياً كنت أرزن من كده كتير.
بدأ اليوم في محطة القطار لما اتجمع الجروب القاهري، انا وصلت الأول عشان هسهس التأخير، وبعد كده ياسمين حمدي، بعدها رشا ومديحة وبكر، وركبنا القطار وقعدنا ندعي ونبتهل أن عبير هانم اللى معاها التذاكر تيجي في الميعاد، وفعلا جت بعد الميعاد بنص ساعة بس، الحمد لله لحقت القطار وكنا على وشك إننا نرقص من الفرحة.
بعد كده ابتدا الرغي والهزار مع متابعة الأفواج الأخرى، واحد عبارة عن دينا الأشرم بس، اللى جت من أجا بالمواصلات لطنطا، واستقبلتها سلمى هناك واتوجهوا لمطعم دسوقي وحاجة تانية مش فاكراها عشان يفطروا لوحدهم الأوغاد.
وصلنا بالسلامة واخدنا حمام شمسي لغاية لما جت نورا واتقسمنا نصين، نص في تاكسي ونص في عربيتها، وشوية وجه الفوج التالت من المحلة، متكون من هانم ودينا جمال، اللى مشفتهاش من خمس سنين تقريبا.
واتجمعنا اخيراُ وبدأت حفلات الرغي الجماعي والأكل طبعا بما إنه الفري بتاعي وانا كنت واقعة من الجوع، والناس مش مراعية إني لما بكون جعانه بتحول فعليا لكائن تاني.
بعدها جه دكتور احمد خالد، ودي كانت إضافة رائعة طبعا للقاء الروياتي، وبدأ الحماس ياخدنا رغي ومناقشات وصور وحواديت وتورته.
بعد ما دكتور أحمد سابنا، وبكر اخو مديحة سافر، رحرحنا بقى في الكافية، ولا كأنه بيت أبونا، قاعدين على أكتر من ترابيزة، ونطلب الطلبات الوايترز المساكين ميبقوش عارفين يودوه فين ولمين، وفضلنا قاعدين هكذا مش عايزين نمشي، وناس تيجي وتروح حوالينا واحنا ولا في أي دم نهائي :D.
قرب ميعاد القطار، وودعنا أهل طنطا ووصلنا المحطة، وبدأنا في رحلة الرجوع، وافتكرت كل واحدة منا أن ليها تليفون وناس اتكلمت ومحدش رد علينا، اخدنا وصلة تليفونات مفتوحة قبل ما نكمل رغي وتريقة على القطار المهكع لغاية لما وصلنا محطة مصر وسيبنا بعض على أمل في ميعاد تاني قريب.