الأحد، 5 يونيو 2016

الصحبة الحلوة اللي ترد الروح





امبارح كان يوم عظيم في حياتي، تخيلوا يا حضرات أن مجموعة من البنات في العادي ممكن ميقوموش يجيبوا الدوا من على الترابيزة عشان كسلانين، كل واحدة تسيب بيتها ومحافظتها وفي منهم سافروا من أخر الدنيا، عشان يتجمعوا في مدينة غريبة عنهن، عشان يشوفوا صديقة عزيزة عليهم عملت عملية ونفسهم يكونوا جنبها ويبسطوها شوية.
من العريش والفيوم والقاهرة والبحيرة اتجمعنا كلنا في مدينة طنطا اللى كنا فيها أغراب، بس كان يوم لا يوصف.
نرجع بالذكرة شوية عشان احكي للمستقبل حكاية روايات، اللى كان البيت والملاذ لوقت طويل، وعرفت فيه الصحبة الحلوة لأول مرة، وإنك تلاقي أصدقاء من نفس تفكيرك، يتفهموا أفكارك ومشاعرك، في منتدى روايات انا كسبت صداقات بالدنيا.
ثمان سنين بالضبط أعرف أهل روايات، ولاد وبنات، بقوا مع الوقت أصدقاء، وعيلة وصحبة، وأمبارح رجعنا روح اللقاءات الروياتية والمرة دي في طنطا.
حكينا في القطار عن رحلات روايات القديمة، لما كان عند الأعضاء الاستعداد إنهم يسافروا بعيد عن بيوتهم عشان يتجمعوا وينبسطوا، لما زاروا العريش، لما عملوا جولة سياحية لصديق من سوريا يعرفوه على مصر، دول اهل روايات بانطلاقهم وجنانهم الطبيعي.
بدأ اليوم بخطة وشوية تنظيم، ولغاية أخر لحظة مكنتش متخيلة إني هاقدر فعلا أطلع يوم لنفسي  ولوحدي ويكون جميل للدرجة  دي.
أنا صغرت امبارح عشر سنين تقريبا، كنت بتنطط واضحك ولا بنات الجامعة، مع إني في الجامعة شخصياً كنت أرزن من كده كتير.
بدأ اليوم في محطة القطار لما اتجمع الجروب القاهري، انا وصلت الأول عشان هسهس التأخير، وبعد كده ياسمين حمدي، بعدها رشا ومديحة وبكر، وركبنا القطار وقعدنا ندعي ونبتهل أن عبير هانم اللى معاها التذاكر تيجي في الميعاد، وفعلا جت بعد الميعاد بنص ساعة بس، الحمد لله لحقت القطار وكنا على وشك إننا نرقص من الفرحة.
بعد كده ابتدا الرغي والهزار مع متابعة الأفواج الأخرى، واحد عبارة عن دينا الأشرم بس، اللى جت من أجا بالمواصلات لطنطا، واستقبلتها سلمى هناك واتوجهوا لمطعم دسوقي وحاجة تانية مش فاكراها عشان يفطروا لوحدهم الأوغاد.
وصلنا بالسلامة واخدنا حمام شمسي لغاية لما جت نورا واتقسمنا نصين، نص في تاكسي ونص في عربيتها، وشوية وجه الفوج التالت من المحلة، متكون من هانم ودينا جمال، اللى مشفتهاش من خمس سنين تقريبا.
واتجمعنا اخيراُ وبدأت حفلات الرغي الجماعي والأكل طبعا بما إنه الفري بتاعي وانا كنت واقعة من الجوع، والناس مش مراعية إني لما بكون جعانه بتحول فعليا لكائن تاني.
بعدها جه دكتور احمد خالد، ودي كانت إضافة رائعة طبعا للقاء الروياتي، وبدأ الحماس ياخدنا رغي ومناقشات وصور وحواديت وتورته.
بعد ما دكتور أحمد سابنا، وبكر اخو مديحة سافر، رحرحنا بقى في الكافية، ولا كأنه بيت أبونا، قاعدين على أكتر من ترابيزة، ونطلب الطلبات الوايترز المساكين ميبقوش عارفين يودوه فين ولمين، وفضلنا قاعدين هكذا مش عايزين نمشي، وناس تيجي وتروح حوالينا واحنا ولا في أي دم نهائي :D.
قرب ميعاد القطار، وودعنا أهل طنطا ووصلنا المحطة، وبدأنا في رحلة الرجوع، وافتكرت كل واحدة منا أن ليها تليفون وناس اتكلمت ومحدش رد علينا، اخدنا وصلة تليفونات مفتوحة قبل ما نكمل رغي وتريقة على القطار المهكع لغاية لما وصلنا محطة مصر وسيبنا بعض على أمل في ميعاد تاني قريب.


الخميس، 2 يونيو 2016

بطلاتي الجديدات





على الأغلب بطلاتي ومثلي العليا من النساء يكن كاتبات ملهمات أو ممثلات موهوبات على رأسهن مثلاً إيزابيل الليندي وأليف شافاق وميريل ستريب وأودري هيبورن وغيرهن، ولكن اليوم انضمت لهذه القائمة الجديدة مجموعة جديدة من البطلات.
ثلاثة على سبيل البداية هن ليزلي سانسون Leslie sansone ودينيس أوستن Denise Austin وجيليان مايكلز Jillian Michaels واللواتي حللن لي مشكلة كبيرة وهي ممارسة التمارين الرياضية في المنزل دون اللجوء للصالات الرياضية –وهو عبء نفسي عظيم بالنسبة لي-والحصول على المتعة في ذات الوقت.
بدأت مع ليزلي في تمارين Walk at home وعلى الرغم من معرفة الكثيرون حول العالم بها لكن اعتبرتها اكتشافي الشخصي كما لو إنها تقدم هذه الفيديوهات لي فقط، هذه المرأة جعلتني أمشي ميل في ربع ساعة بداخل صالة منزلي صغير المساحة للغاية، أليست هذه معجزة بالفعل!
بالنسبة لي كذلك، لأن كثيراً ما كنت أريد بدء حميتي ولكن أقول لنفسي وأين سأمشي؟ في شوارعنا الجميلة المليئة بالتحرش والمضايقات، وحتى في غياب التحرش هل الشوارع التي بين كل حفرة والأخرى هناك حفرة تصلح للمشي الرياضي، وأين سأترك الصغيرة، ولو قررت فعلا النزول، فهل سأواظب على ارتداء ملابس الخروج أو الرياضية والنزول في الشارع بصورة يومية بالفعل!
بالنسبة لي كان ذلك ضرب من المستحيل، وقد جربته مسبقاً عندما اشتركت في جيم قريب من المنزل، ولم أحضر اغلب الحصص بس عدم قدرتي نفسياً على تحمل عبء النزول إلى الشارع أكثر من مرة في الأسبوع واضطراري لتحمل سخافات النسوة الأخريات هناك وضجتهن وثرثرتهن.
لذلك عندما أقول لك أن ليزلي أنقذت حياتي فأعلم إني صادقة تماماً، ولمن لا يعرف تقدم ليزلي عدة مستويات من تمارين Walk at home تتدرج من ربع ساعة لساعة، حتى تكون مناسبة لكل الأشخاص ولكل الأوقات، وقد جربتهم كلهم واستمتعت بكل منهم.
بعد ذلك أردت أن أضيف بعض من القوة إلى تماريني خصوصاً وقد فقدت جزء معقول من الوزن الزائد وأريد أن أنشط جسمي حتى يسهل فقدان الباقي، لذلك تعرفت على ديينس أوستن، وذلك من خلال فيديو Denise Austin Ultimate Fat Burn Workout، ولم تكن علاقتي بها جيدة مثلي أنا وليزلي في البداية، فعلى الرغم من أن الفيديو عشرون دقيقة فقط لكنه مليء بالحركات الجديدة والسريعة التي لم أستطع متابعتها في البداية وشعرت بالحماقة وأردت التوقف.
لكن لم أرد أن أهزم من أول جولة وقررت المحاولة لمدة أسبوع على الأقل، وبالفعل بعد أول أسبوع بدأت في إتقان بعض الحركات وحفظ الأخرى، أخطأ أحياناً أو أفقد الإيقاع لكن في المجمل اكتشفت أن التجربة ممتعة للغاية، حيث أحرك جسمي بحركات عنيفة أشعر خلالها إني أحارب دهوني وجهاً لوجه، أتصبب في النهاية عرقاً وأشعر إني أنجزت شيئاً هاماً لي وإضافة ليومي.
وعرفت إني وقعت في حب دينيس عندما قامت في إحدى الأيام بعمل بث حي على صفحتها على الفيس بوك، وتركت الفيلم الذي أشاهده حتى اتابعها لمدة نصف ساعة ممتعة للغاية، وهي تتكلم عن الرياضة بهذا الشغف وأعمالها القادمة وابنتها التي قررت أن تخوض ذات المجال، والأهم عندما عرفت أن تلك الجميلة خفيفة الظل الرشيقة تعدت الخمسون عاماً ولم تقم بعمليات تجميل والفضل في ذلك للرياضة.
أما جيليان مايكلز فتعرف عليها مؤخراً، وهي مدربة تعتبر من أقسى المدربات الرياضيات، لها مجموعة واسعة من التمارين التي تتدرج في قوتها بدأت أخفها Jillian Michaels 30 Day Shred البارحة، جيليان ناجحة للغاية، وقوية كذلك، تستطيع أن تستشعر الطاقة التي تخرج منها من شاشة اللاب توب.
وقبل أن ابدأ التمارين ولمدة شهر وانا اقرأ عنها وعن التمارين الخاصة بها وتأثيرها على الأخرين ليتنامى اعجابي بها بالتدريج.
إذاً هن بطلاتي الجديدات، ومثلي الأعلى للحصول على الرشاقة والشباب والصحة، ليزلي بخفة ظلها والحماس الذي تبثه اثناء المشي، ودينيس بشبابها ورشاقتها وخفة روحها التي تنعكس على حركاتها، وقوة جيليان ونجاحها.

الأربعاء، 1 يونيو 2016

أنا اللي مش أنا






بفضل هذه المدونة عرفت اليوم الأول الذي بدأت به حميتي الغذائية هو يوم 20 فبراير 2016 سأحفظ هذا التاريخ لأنه يعتبر تاريخ ميلادي من جديد أو تاريخ انتصار جديد يضاف على انتصاراتي.
قبلها لم أقم بحمية غذائية ابداً، نظمت غذائي وقللته ومارست التمارين وفقدت بعض الوزن الزائد قبل زواجي، لكن دون حمية غذائية والتزام بأكلات محددة، لذلك أنا فخورة بالتزامي قدر إمكاني خلال الثلاث شهور الماضية.
فقدت خلالهم من 11-12 كجم تبعاً لأخر مرة سجلت وزني، وعدت بشكلي لما كنت عليه قبل الزواج ولكن ليس تلك النقطة التي أنوي التوقف عندها، فتلك التي كنتها قبل الزواج لم تكن أنا، ولن أتوقف حتى ابلغ تلك الأنا.
حتى أوضح مقصدي سأعود بضعة سنوات للخلف، عندما استيقظت فتاة في يوم من الأيام مراهقة، تنظر لنفسها في المرآه بتعجب، وتقول لكن تلك ليست أنا، أنا في ذهني أجمل وأرشق، صُدمت تلك الفتاة، واستسلمت بعدها للأمر الواقع فلم يكن من المتوقع أو المقبول منها محاولة تحسين مظهرها في هذا السن أو حتى محاولة التعبير عن استيائها من شيء تافهة مثل ذلك لمن حولها.
كبرت، عانت من بعض الإحباطات، لتكمل تحللها من عهودها اتجاه نفسها، لتدخل كلية لا تناسبها ولا ترغب فيها، ولا تحقق أي من طموحاتها لتبعد أكثر عن صورة الأنا المتخيلة في رأسها، يأتي بعد ذلك عمل روتيني لا يشبع الروح، ولا أمل فيه بالمستقبل، لتتشكل أمام الأخرين شخصية مغايرة لها تماماً، لكن من داخلها تطل من وقت لأخر فتاة أخرى تقول "لازلت هنا" لا تنسيني.
إذاً لقد عشت حياة كاملة بشكل غير الشكل الذي أتخيل عليه نفسي، وأسلوب لبس لا يلائم شخصيتي، أدرس دراسة لا تهمني، وأعمل في عمل لا أحبه، ماذا كان ينقصني حتى أفقد هويتي تماماً؟
كان ينقصني في هذه اللحظة الزوج بالطبع، وقد حاولت طمس أخر معالم روحي مع زوج عادي من زواج الصالونات لكن ظلت تلك النقطة عصية علي، تلك الفتاة في داخلي كانت ترفض وتحارب، تخرج أسلحة خفية وقت اللزوم كفيلة بتطفيش أي عريس تسول له نفسه الاقتراب، كان تعلم ان تلك معركتها الأخيرة، ولو هُزمت سيتم دفنها وسيطلب إحيائها القيام بالمعجزات.
لكن تلك الفتاة أثبتت إنها تستطيع الحصول على الانتصارات الأهم بين خيبات كثيرة، فعثرت لي على زوجي وصديقي وحبيبي، في البداية استغربت اختيارها، استنكرته، لكنها صممت على إنه فقط الملائم لها، وقد انتصرت بمساعدة الكثير من الظروف والصدف الغريبة التي لو ظللت مائة عام أفكر بها لما استطعت تفهم كيف ترتبت الأمور على هذه الشاكلة.
حققت انتصاري الأول على تلك الروتينية التي استعبدت جسدي، وتزوجت ممن أريد، لتطل "أنا" من شباك روحي وتنظر وقتها نظرة ثقة وانتصار، فقد أخذت أولى خطواتها لتخرج للحياة من جديد.
دخلت بعدها في دوامة الزواج، الحمل، الإنجاب، تقريبا أول عامين من زواجي، لتكبر ابنتي قليلاً واكتشف إني أريد المزيد، تلك الفتاة في داخلي لن تستسلم الآن، لقد ألقت أسلحتها واحترمت الوقت الذي احتجته حتى أرسي قواعدي في حياتي الجديدة كزوجة وأم ويكفيني هذا القدر.
بدأت بعدها في الحصول على دورات تدريبية من المنزل، كان تلك الخطوة مثل الضربات الأولى لشخص موشك على الغرق، لا يعلم كيف يسبح بالضبط، لكن لن يقف ساكناً حتى نهايته، وجاءت فرصتي الكبرى في إحدى الأيام عندما فتحت ملف الوورد ورجعت أكتب مرة أخرى ولأول مرة منذ سنوات، وهنا قررت تلك المخفية الخروج لأول مرة، وقد عرفت وقتها إنها لا تستطيع التنفس سوى كلمات.
رحلة مر عليها أكثر من عامين، كل يوم أراها تكبر وتنضج، تنتصر وتُهزم، لكن تقوم من جديد، أمنت مرة أخرى بنفسي وإني أستطيع أن احقق ما أريد، فقط إن أردته بصدق وصممت على الوصول إليه، تصبح بعد تلك الخطوة الأمور سهلة بالنسبة لي، تنظيم وخطط وعمل.
ولكن تلك المخفية لازالت تريد المزيد، هي لا يعجبها فقط أن أعمل ما أحب، هي ترغب في أن تكتمل صورتي الخارجية حتى تتماشي مع الداخلية، ترغب في تحقيق حلم قديم، لذلك بدأت خطواتها في خلع الحجاب، خطوة تهربت منها، اقنعت نفسي إني لا أريدها ولا احتاجها، ولكن ظلت في مؤخرة رأسي لا تتوقف عن الدوران، وكما يحدث مع كل قرار كبير في حياتي وفي اللحظة المناسبة ولا أعلم حتى الآن لماذا كانت مناسبة، أخذت قراري ونفذته بمنتهى السهولة، ولأنظر لنفسي وأتساءل لماذا إذاً انتظرتِ كل هذه المدة؟
أعتقد إني كنت في انتظار أن تكتسب تلك الداخلية قوة تعينني، وإن من دون قوتها هذه لما استطعت أن أخذ هذا القرار ابداً.
بعد قراري ذلك بشهرين اتى قراري الأخر الذي بدأت به هذه التدوينه، قررت أن أتخلص من وزني الزائد، الذي كلما نظرت لنفسي للمرأة الآن أقف منذهلة، أين ومتى تكون كل تلك الدهون؟ كيف سمحت لها بأن تعشش مثل الغربان أو الوطاويط وتحتل جسدي؟
بدأت المعركة في 20 فبراير 2016، ولن أتوقف أو أنهزم حتى أصل إلى خط النهاية.
أنهيت النصف الأسهل من المعركة، أو ربما كان الأصعب لإن البدايات دوماً صعبة، وسأبدأ من اليوم النصف الثاني، ونيتي أن خلال شهور يونيو ويوليو واغسطس أن أهزم تلك الدهون هزيمة تامة.
ربما وقتها تلك المختفية أو "أنا" الحقيقية تستطيع أن تفخر بانتصار جديد، وتستطيع في النهاية توحيد مظهري الخارجي مع الداخلي.