الثلاثاء، 23 فبراير 2016

صلاة


استيقظت اليوم ولدي رغبة في عمل شيئين لما يكونا في خطتي، هما أداء الصلاة –وهو ما انقطعت عنه منذ وقت طويل-والرغبة الثانية في الكتابة هنا وهو ما انقطعت عنه أيضا لكن منذ فترة أقل.
لا أتذكر منذ متى انقطعت عن الصلاة، ولكن من المؤكد أن علاقتي بالله تغيرت بعد حادثة السيارة في أبريل 2014، شعرت وقتها بالهشاشة، أن غلطة بسيطة من سائق قد تودي بحياة أسرتي بالكامل، وعلى الرغم من خروجنا من الحادثة بخير عدا بضعة جروح وكدمات في جسمي إلا إننا تكبدنا خسائر مادية فادحة بالنسبة لإمكانياتنا، غضبت وقتها على كل شيء والأهم الله، وبدأت أتابع من حولي، أشاهد الحوادث والمصائب التي تحدث لهم فجأة دون جريرة أو سابق تحذير، أحباء يموتون في لحظة، الفقد شيء مؤلم، مخيف، قاسي، لا استطيع سوى التفكير به، وعلى الرغم من كون الموت سنة الحياة، إلا إنها سنة كريهة.
وعندما شعرت بسهولته سواء عند الحادثة أو وقت وفاة حماي أصبحت أخافه أكثر، أشعر به خطر يتهدد أحبائي طوال الوقت، ولا قدرة لي على دفعه، وفي بعض الأحيان أفكر في رد فعلي لو تحقق واحد من أسوأ مخاوفي، وارتعب في اعماقي من الفكرة، فأستغفر الله، وأعود وأغضب عليه مرة أخرى فهو من بيده هذا القدر القاسي، ثم أتمنى منه أن يؤخره أكثر ما يمكن وأدعو له.
وكانت الصلاة إحدى وسائل التعبير عن هذا الغضب الذي يعتريني، فشعور الخشوع المطلوب في الصلاة وعند الدعاء لم يكن لدي، ولم أستطع القيام ببضعة حركات ميكانيكية تحت مسمى الصلاة، حتى أودي ما هو واجب.
ولكن اليوم ولليوم الثاني على التوالي انا صائمة، ووقفت في مطبخي أعد إفطار ابنتي، وشعرت أن هناك شيء يجب أن أفعله، وفجأة تذكرت إني يجب أن أصلي الصبح قبل أذان الظهر، استغربت شعوري هذا لكن استسلمت له، توضأت وصليت على الرغم من عدم تأكدي من اتجاه القبلة في منزلي الجديد، ثم تلوت أذكار ما بعد الصلاة، التي توقعت إنها نسيتها بطول الزمن، واعتراني شعور عارم بأنني يجب أن أكتب عن هذه التجربة هنا.
هذه كذلك هي المرة الأولى التي أصلي بعد خلعي للحجاب، وهو القرار الذي لم أقم به نتيجة لغضبي السابق، ولم أندم عليه حتى اثناء صلاتي، فأنا مقتنعة بصحته.
أما لماذا قاطعت هذه المدونة، فهي لم تكن مقاطعة بالمعنى الحرفي للكلمة، بل شعور بأن ليس لدي ما يُكتب عنه، حياتي تسير بطريقة روتينية، الاستيقاظ، الاعتناء بابنتي، العمل، الهوايات، تناول الطعام، والنوم، حياة روتينية رغم امتلائها بالأبداع.
هل سأكمل صلاة، وسأكمل كتابة؟ هذا سؤال لا أستطيع أن أجيب عليه الأن، ربما الأيام القادمة.