الثلاثاء، 2 يونيو 2015

البرستيج اللى هايخلى القلب حجر

في قديم الزمان وسالف العصر والاوان، كنت بعيط كل ما اتفرج ولا اقرا حاجة مؤثرة، ومش هانسى لما كنت في النادي وبدأت اعيط لما والد حمدي مات في رواية "نحن لا نزرع الشوك" ومهمنيش أكون فرجة وبكيت وسط الناس عادي، ولا على الطيارة وانا بضحك على رواية "أرض النفاق".
لكن اكتشفت في الفترة الأخيرة إني بطلت اعيط تقريبا، حتى لما قريت رواية "الف شمس مشرقة"، اللى خلصت عليها علب مناديل "ايات" و"انجي" يادوبك دمعت.
امبارح قررت اختبر غددي الدمعية، وتراجعت عن قراري بعدم مشاهدة الحلقات الأخيرة من مسلسل "جرايز اناتومي" وقررت اشوف هاعمل ايه لما "ديريك" يموت، وبرضه ولا دمعة.
واكتشفت ان بدل الدموع بيجيلي حالة "احتقان روحي"، معرفش التعبير ده موجود في اللغة العربية ولا من اختراعي، بس هو ده اللى كنت حاسه بيه، مخنوقة وقلبي مقبوض، وكأن الدموع المستخبية مانعة وصول الاكسجين.
النهاردة أعدت التجربة لكن في ظروف أخرى، محمد في الشغل ولولو نايمة، وحدي في المنزل لأول مرة من مدة، واتفرجت على حلقة تانية، وواحدة واحدة ابتدت الدموع تتنزل، والمناديل تطلع، واندمجت مع الشخصيات كالمعتاد.
لما دورت على الفرق بين امبارح والنهاردة اكتشفت الفرق، النهاردة مافيش محمد يضحك عليا لما اعيط وانا بتفرج، ولا في لولو تتخض وتقولي في ايه او تستغرب شكلي ، وعرفت ان البرستيج هو اللى كان مانع دموعي الأيام الللى فاتت.
شكلي الأجتماعي، وحفاظي على تماسكي وخوفي من المشاعر والهزيمة حتى لو علشان مسلسل او فيلم بقى طابع عام، عرفت ليه لما سبت بيتي ورحت مكان تاني محستش بحاجة، ليه الفراق مبقاش يأثر عليا، وليه لما حصلت الحادثة منزلتش من عيني دمعة حتى لو دمعة خوف.
اللى بيحصل ده مش شطارة او حاجة تستحق الاحتفال، عشان كل اللى بفكر فيه، ان هايجي يوم هابكي على كل حاجة من دول، والاقي انهار من الدموع على كل حاجة فاكراها ومش فاكرها.