أن أصبح أم قرار
لم أفكر به طويلاً، كان قرار فجائي لم أعرف من اين اتى، لكن لم أكن في اسعد احوالي
قدر أيام حملي على الرغم من متاعب الحمل الطبيعية والاضافية، وبعد مجيء لولو هانم للعالم
استطعت ان اتعامل مع الشهور الصعبة الأولى بسلاسة اتعجب انا شخصياً لها، بالطبع
اصبت بالاكتئاب والتقلبات المعتادة، ولكن استطعت ان امر بالأمر في النهاية دون ان أكره
الامومة والزواج.
ولذلك اتعجب الان
كثيراً من متاعبي الدائمة مع دور الام، لقد احتملت شهور البكاء المتواصل والحيرة في
البحث عن أسبابه، وقلة النوم، والاعباء الكثيرة، ولكن الان أجد في كل عبء صغير
ازعاج لا أستطيع ان اتحمله.
لم اعد أستطيع
تحمل الزن والصراخ والبكاء المتواصل، والطلبات التي لا تنتهي ويكون الهدف منها فقط
ان اترك ما افعله او التنكيد على بأي طريقة، ربما لأنها أصبحت أكبر وتستطيع ان
تفهم كلامي لكنها ترفض ان تستمع إليه، او انا جننت ولم اعد احتمل أي أعباء إضافية،
فاليوم قصير والطلبات والمهام لا تنتهي.
لا التمس لنفس
اعذار بهذا الكلام، ولكن كل يوم قبل النوم اعد نفسي ان أكون اماً أفضل اليوم
القادم، ان أصبح أكثر صبراً واطول بالاً، ان البي طلباتها وأوامرها التي لا تنتهي بصدر
رحب، ألا أفقد اعصابي عندما تفعل ما أقول عليه "لا" مئة مرة لمشاهدة
ردود افعالي.
لكن استيقظ من
النوم على طلب، احضره واحاول ان انام بضعة دقائق إضافية لا تتعدى العشرة دقائق
لتطلب شيء اخر غير منطقي، ثم اخر، ثم اخر، لأجد أن ساعة مرت منذ استيقاظها وبدأ
الغضب يزيد في داخلي، ومهما حاولت كبته او الابتعاد عنها حتى أجد نفسي انفجر رغماً
عني.
المسئولية كبيرة،
او انا أصغر منها، فأن أكون ام ومعلمة وطبيبة 100% طوال الوقت بالإضافة لكل الأشياء
الاخرى صعب للغاية، في نهاية اليوم أحاول ان اخفف عن نفسي وأقول لقد اديت كل
واجباتي اتجاهها، لعبت معها وضحكنا واطعمتها وحممتها، ولكن ايضاً صرخت فيها، وطلبت
منها ان تتركني، لم ألعب معها طوال الوقت، او حاولت ان اشغلها بمشاهدة التلفزيون
حتى أستطيع ان اطبخ او أنظف، ثم أعد نفسي ان أصبح ام أفضل بالغد لتبدأ الدائرة من
جديد.
ينتشر على الفيس
بوك بوست يشجع الأمهات على ترك الاطباق التي تحتاج للغسل والأرض التي تحتاج للتنظيف
والاهتمام أكثر بأبنائهم لأنهم سيكبرون سريعاً، لكن كاتب البوست من المؤكد إنه ليس
امرأة، التي تعلم إنها لو تركت الاطباق لن تأتي معجزة من السماء تكافئها على كونها
ام جيدة تلعب مع طفلتها وترسل لها غسالة اطباق او تجعل زوجها يغسلهم، او ان الأرض المتسخة
لن يغطيها النمل بعد قليل الذي سيقرص اطفالها نفسهم ويتورمون.
ربما لا يجب ان
اكتب هذا الكلام، فستكبر لولو في يوم من الأيام وتقرئه وتظن أن أمها كانت تكرهها،
لكن في الحقيقة انا اكتب هذا لأني أحبها لدرجة اني اريد ان اصبح لها اماً مثالية
كالتي تظهر في المسلسلات التلفزيونية تقبل اطفالها طوال اليوم وتلعب معهم بالأرجوحة
ولا يوجد لديها ديدلاين يجب ان تسلم عملها قبله وإلا خرب بيتها، وعندما افشل في ان
اصبح كما اريد لا املك سوى ان اجلد نفسي بسياط الذنب، واصبح اكثر عصبية وغضباً.
واكتب كذلك
لأخبرها ان الامومة عمل صعب يستهلك من الروح والنفس أكثر من أي ماديات يتحدث عنها
شخص ما، وعندما اسمعها في يوم من الأيام نصائح في كيفية تربية أبنائها تلقيه في
وجهي وتذكرني كم كنت اماً فاشلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق