السبت، 22 أغسطس 2015

الغرق في دوشة الحياة



الاحظ على نفسي الأيام الأخير اندماج زائد في صخب الحياة، الخروج أكثر من المعتاد، الاهتمام الزائد بملابسي ومكياجي، التسوق بكثرة، الرغبة في ان أكون وسط البشر وعدم قدرتي على الاستمتاع بالأنشطة الفردية المعتادة دون ان الجأ إلى الفيس بوك كل بضعة دقائق اطل فيها على بعض الدوشة والونس الافتراضي.
وعندما أجبرت نفسي على الجلوس وحيدة وجدت عقلي يشغلني بأفكار غاضبة عما اشعر به بالفعل، وكلما حاولت أن انفرد بمشاعري قليلاِ اشعر بالضيق الشديد والحزن يطرق ابوابي بعنف وان كل ما أقوم به هو محاولة التشويش على دقاته عله يمل ويذهب بحثاً عن شخص اخر.
تطاردني طوال اليوم الأفكار عن عبثية الحياة والموت، لا انظر من الامر من الناحية الدينية ولكن من ناحية فلسفية خالصة، لماذا نحيا ونتعب إن كان كل هذا يذهب هباء بعد وقت طال او قصر، لما نشقى وننهك كل يوم من اجل نهاية مثل هذه، ان نصبح ولا شيء.
ربما عندما كون أكبر في السن وحققت أشياء مهمة سأنظر للأمر من وجهة نظر أكثر حكمة، وان قوة الشباب واحساسي بوجودي ف وعلى ارض الواقع يجعل تخيل ان كل هذا يتلاشى في لحظات صعب للغاية.
وبدلاً من أصبح خائفة من الحياة فقط وما تفعله بنا والهدايا التي تبدو مجانية في اول الامر ثم نكتشف إننا سندفع الثمن لاحقاً، أصبحت كذلك خائفة من أفقدها، رؤيتي أصبحت بائسة للغاية لكل شيء، وفتيلي قصير، واغضب وأفقد اعصابي كل ساعة ألف مرة، وابحث عن العزاء في بعض الضجة، وكثرة التفكير في مشاريع مستقبلية ممكنة التحقيق، علها تعطيني أسباب لأتشبث بالحياة.
وعلى الرغم من بحثي عن العزاء بين البشر، إلا إنني في ذات الوقت انفر منهم وانفرهم مني، ولم اعد أستطيع ان ادخل إلى محادثة ثنائية بيني وبين شخص اخر إلا وشعور بعد الارتياح يغمرني، وانتظر قدوم ثالث ليذهب عني عبء وجوب الرد والاخذ والعطاء في الكلام.
حتى الكتابة هنا كانت بعد تأجيل طويل، واستخدام كل الحجج والحيل لأبعد عني عن هوة مواجهة نفسي، او الكتابة بصورة شخصية، في المجمل انا بائسة للغاية، وهذا ما يجب الاعتراف به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق